تحذير صادم: ما لا يخبرك به أحد عن إشعاع الهواتف (SAR)… إذا كنت تهتم بصحتك فلا تتجاهل هذه المقالة!
أصبحت الهواتف الذكية جزءاً لا يمكن الاستغناء عنه في حياتنا اليومية. نحن نستيقظ على صوت المنبه في الهاتف، نعمل من خلاله، نتواصل مع الأصدقاء والعائلة، ونتسلى عبر التطبيقات ومواقع التواصل الاجتماعي. لكن وسط هذا الاعتماد الكبير على الهاتف المحمول، يظل هناك سؤال مهم: هل هذا الجهاز الصغير الذي لا نفارقه آمن تماماً لصحتنا؟
الحقيقة أن الهواتف المحمولة تطلق إشعاعاً كهرومغناطيسياً، يقاس بما يُعرف بـ SAR. هذا الإشعاع غير مرئي ولا نشعر به، لكنه يتغلغل في أجسامنا كلما أجرينا مكالمة أو استخدمنا الهاتف بالقرب من رؤوسنا. كثير من الدراسات العلمية تشير إلى أن التعرض المفرط لهذا الإشعاع قد يكون له آثار سلبية على صحتنا، تتراوح بين الصداع واضطرابات النوم، وصولاً إلى احتمالية الإصابة بأمراض خطيرة على المدى الطويل.
في هذا المقال المفصل، سنتناول كل ما يجب أن تعرفه عن إشعاع الهواتف المحمولة (SAR)، مخاطره، القيم المسموح بها، الدراسات العالمية، وأهم النصائح التي يمكنك اتباعها لتقليل التعرض وحماية صحتك وصحة عائلتك.
ما هو إشعاع الهواتف المحمولة (SAR)؟
التعريف العلمي
SAR (Specific Absorption Rate) هو مقياس لكمية الطاقة الكهرومغناطيسية التي يمتصها جسم الإنسان عند استخدام الهاتف المحمول. ويتم التعبير عنه بوحدة الواط لكل كيلوغرام (W/kg). كلما ارتفعت قيمة SAR، زادت كمية الإشعاع التي تدخل إلى أنسجة الجسم.
كيف يعمل الهاتف؟
الهاتف المحمول يعمل عن طريق إرسال واستقبال إشارات لاسلكية عبر موجات الراديو (RF). هذه الموجات جزء من الطيف الكهرومغناطيسي، وهي مشابهة لموجات الراديو والتلفاز، لكنها أقوى لأنها مصممة لحمل البيانات والصوت بسرعة كبيرة.
الفرق بين الإشعاع المؤين وغير المؤين
-
الإشعاع المؤين (Ionizing Radiation): مثل أشعة إكس (X-rays) وأشعة جاما، وهو معروف بقدرته على تدمير الخلايا والحمض النووي.
-
الإشعاع غير المؤين (Non-Ionizing Radiation): مثل موجات الهواتف المحمولة والواي فاي، وهو أضعف بكثير لكنه يظل مثيراً للجدل بسبب تأثيره التراكمي على الجسم.
القيم المسموح بها عالمياً
في أوروبا
الاتحاد الأوروبي حدد الحد الأقصى المسموح به بـ 2.0 واط/كجم. أي هاتف يتجاوز هذه القيمة لا يُسمح ببيعه في الأسواق الأوروبية.
في الولايات المتحدة الأمريكية
لجنة الاتصالات الفيدرالية (FCC) وضعت حدّاً أقصى أكثر صرامة وهو 1.6 واط/كجم.
في اليابان وكوريا
تُطبق معايير قريبة من الأمريكية، نظراً لصرامة القوانين الصحية.
في الدول العربية
معظم الدول العربية تعتمد بشكل غير مباشر على المعايير الأوروبية أو الأمريكية، لكن للأسف، قليل من المستهلكين يلتفتون إلى قيمة SAR عند شراء الهواتف.
أضرار إشعاع الهواتف المحمولة على الصحة
التأثير على الدماغ
-
امتصاص الإشعاع بالقرب من الرأس يرفع حرارة أنسجة المخ بشكل طفيف.
-
بعض الدراسات أشارت إلى احتمال زيادة مخاطر أورام الدماغ مثل الورم الدبقي (Glioma).
-
التعرض المستمر قد يؤثر على النشاط الكهربائي للمخ مما يضعف التركيز والذاكرة.
الصداع والدوخة وفقدان التركيز
-
كثير من المستخدمين يشتكون من صداع متكرر عند التحدث لساعات طويلة عبر الهاتف.
-
هذه الأعراض قد تكون نتيجة للتعرض المستمر للإشعاع.
اضطرابات النوم
-
النوم بجوار الهاتف يؤدي إلى تقليل إفراز هرمون الميلاتونين.
-
قلة الميلاتونين تؤدي إلى أرق مزمن وتعب مستمر.
التأثير على الأطفال
-
أجساد الأطفال أصغر وتمتص الإشعاع أكثر من البالغين.
-
منظمة الصحة العالمية (WHO) توصي بتقليل استخدام الأطفال للهواتف قدر الإمكان.
التأثير على النساء الحوامل
-
وضع الهاتف بالقرب من البطن قد يعرض الجنين لكمية إضافية من الإشعاع.
-
بعض الدراسات ربطت بين الاستخدام المفرط وزيادة احتمالية مشاكل نمو الجنين.
دراسات علمية بارزة
-
الوكالة الدولية لأبحاث السرطان (IARC) صنفت إشعاع الهواتف المحمولة كمادة "ممكن أن تكون مسرطنة للبشر" (Group 2B).
-
منظمة الصحة العالمية (WHO): لم تؤكد بشكل قاطع خطورة الإشعاع، لكنها لم تستبعد الأضرار أيضاً.
-
إدارة الغذاء والدواء الأمريكية (FDA): تقول إن الأدلة الحالية غير كافية لإثبات وجود خطر مؤكد، لكنها تشجع على الاستخدام الآمن.
العلاقة بين SAR والهواتف الذكية
لماذا تختلف القيم بين الهواتف؟
-
تصميم الهوائي الداخلي.
-
جودة المكونات.
-
حجم البطارية وقوة الإرسال.
-
قرب الهاتف من شبكات الاتصالات.
أمثلة لهواتف عالية SAR (قديمة أو اقتصادية)
-
بعض أجهزة شاومي القديمة.
-
بعض هواتف نوكيا من الفئة الاقتصادية.
أمثلة لهواتف منخفضة SAR (أكثر أماناً)
-
iPhone 13 و iPhone 14 (قيم أقل من 1.2 W/kg).
-
Samsung Galaxy S23 Ultra (قيم منخفضة نسبياً).
-
معظم هواتف Google Pixel الحديثة.
نصائح ذهبية لتقليل التعرض
أثناء المكالمات
-
استخدام سماعة البلوتوث أو السلكية.
-
استخدام مكبر الصوت بدلاً من وضع الهاتف على الأذن.
-
تقليل مدة المكالمات الطويلة.
أثناء النوم
-
عدم وضع الهاتف تحت الوسادة.
-
إبعاده مسافة لا تقل عن متر واحد من الرأس.
-
تفعيل وضع الطيران أثناء النوم.
عند شراء هاتف جديد
-
البحث عن قيمة SAR في مواصفات الهاتف.
-
اختيار الأجهزة المعروفة بانخفاض الإشعاع.
-
الاعتماد على الشركات الموثوقة التي تخضع لمعايير صارمة.
للأطفال
-
تحديد وقت معين لاستخدام الهاتف.
-
تشجيعهم على استخدام الأجهزة اللوحية مع خاصية الواي فاي بدلاً من المكالمات الطويلة.
الجانب الاقتصادي والتسويقي
-
شركات الهواتف الذكية بدأت تُعلن عن قيم SAR بشكل أوضح تلبية لمتطلبات المستهلك الواعي.
-
بعض الشركات تتفاخر بانخفاض SAR في أجهزتها كميزة تنافسية.
-
في أوروبا، أي جهاز يتجاوز الحدود المسموح بها يُسحب من السوق فوراً.
مستقبل الهواتف وتقليل الإشعاع
-
الاعتماد على تقنيات الجيل الخامس (5G) التي قد تقلل من قوة الإرسال الفردي للهاتف بفضل كثافة الأبراج.
-
تطوير هوائيات ذكية توجّه الإشارة بشكل محدد بدلاً من بثها في جميع الاتجاهات.
-
ابتكار ملحقات خاصة للحماية مثل الأغطية المقاومة للإشعاع.
الخاتمة
إشعاع الهواتف المحمولة (SAR) ليس مجرد رقم مكتوب في مواصفات الهاتف، بل هو مؤشر على كمية الطاقة التي يمتصها جسمك يومياً دون أن تشعر. وعلى الرغم من أن العلماء لم يصلوا إلى اتفاق نهائي حول خطورته المطلقة، إلا أن المؤكد أن التعرض الزائد قد يكون له آثار سلبية على صحتك، خصوصاً على المدى الطويل.
تذكر دائماً أن الوقاية خير من العلاج. استخدام سماعة، تفعيل وضع الطيران أثناء النوم، واختيار هواتف منخفضة SAR ليست خطوات صعبة، لكنها قد تحميك أنت وعائلتك من خطر صامت يرافقنا كل يوم.
صحتك هي أثمن ما تملك، فلا تفرط فيها بسبب هاتفك المحمول.