كيف تتخلص من إدمان الهاتف الذكي؟
تجربة كاتبة أمريكية مع الهاتف البدائي
كتبت كشمير هيل، كاتبة في صحيفة نيويورك تايمز، عن تجربتها الشخصية مع استبدال هاتفها الذكي بهاتف بدائي لمدة شهر. وكان الهدف من ذلك هو التخلص من إدمانها على الهاتف الذكي الذي كانت تستخدمه لأكثر من خمس ساعات يوميا في مختلف الأنشطة الهامة وغير الهامة. وأعربت الكاتبة عن ندمها على قضاء وقت طويل أمام شاشة الهاتف الذكي والشعور بالذنب بسبب ذلك.
الفوائد والتحديات للهاتف البدائي
قررت الكاتبة أن تجرب شيئا مختلفا في شهر ديسمبر 2023، وهو تبديل هاتفها الذكي آيفون 15 الباهظ الثمن بهاتف أوربيك البسيط والرخيص الذي يمكنه فقط الاتصال وإرسال الرسائل النصية. وواجهت الكاتبة بعض الصعوبات في عملية التحويل، حيث لم تسمح لها شركة الاتصالات بالقيام بذلك عن بعد واضطرت إلى زيارة المتجر. كما اكتشفت أن بطارية الهاتف البدائي ضعيفة وغير مستقرة وتحتاج إلى إعادة تشغيله كثيرا.
ومع ذلك، وجدت الكاتبة أن هناك بعض الفوائد لاستخدام الهاتف البدائي، مثل توفر خيارات أخرى ذات جودة عالية وخدمة موثوقة تحتوي على ميزات مثل الخرائط والموسيقى والتعرف على الصوت. وأشارت إلى أن سوق الهواتف البدائية أو الغبية قد نما في السنوات الأخيرة بسبب الطلب المتزايد من الناس الذين يرغبون في التقليل من استخدام الهواتف الذكية. ونقلت عن خوسيه بريونيس، مؤسس موقع “مكتشف الهواتف الغبية”، قوله إن الناس شعروا بالملل من الأجهزة الرقمية بعد الوباء الذي اضطرهم إلى البقاء على اتصال مستمر بالإنترنت.
الفرق بين الهاتف الذكي والهاتف البدائي
ذكرت الكاتبة أنها استخدمت هاتفين مختلفين في تجربتها: هاتف لايت فون 2 وهاتف هاي سينس إيه 9. وهما هاتفان بدائيان يحتويان على شاشات رقمية مماثلة لشاشات كيندل. وقالت إن هذه الشاشات تجعل الهاتف أكثر مللا وأقل إدمانا. وأكدت ذلك بالإشارة إلى دراسة أظهرت أن تحويل الهاتف الذكي إلى وضع الشاشة الرمادي يمكن أن يخفض الوقت الذي يقضيه الناس أمام الشاشة بنسبة 18%.
وأوضحت الكاتبة أنها شعرت بالرضا عن مستوى الملل في هاتفها البدائي القابل للطي، الذي كان لديه شاشة صغيرة وباهتة. وقالت إنها واجهت بعض المشاكل في نقل الخدمة من بطاقة شريحة الاتصالات الإلكترونية في هاتفها الذكي إلى الخدمة الحقيقية في الهاتف البدائي. وأضافت أنها اضطرت إلى كتابة النصوص والرموز التعبيرية ببطء باستخدام 9 مفاتيح فقط. وقالت إنها استبدلت الرسائل النصية بالمكالمات الهاتفية، مما جعلها تتواصل مع أصدقائها وعائلتها بطريقة أكثر عمقا وصدقا.
النتائج والتوصيات
ختمت الكاتبة مقالتها بالتأكيد على أن تجربتها مع الهاتف البدائي كانت مفيدة ومفاجئة. وقالت إنها تعلمت أنها لا تحتاج إلى الهاتف الذكي للبقاء على اطلاع بالمعلومات، وأنها يمكنها الحصول عليها من جهاز الحاسوب الخاص بها. وأشارت إلى أن استطلاعا لمؤسسة بيو للأبحاث أظهر أن 31% من البالغين يقولون إنهم متصلون بالإنترنت بشكل شبه دائم بسبب الهاتف الذكي. وأوصت الكاتبة بتجربة الهاتف البدائي لمن يريدون التخلص من إدمان الهاتف الذكي أو تقليل استخدامه. وقالت إنها ستعود إلى هاتفها الذكي في نهاية التجربة، ولكن بشروط مختلفة.
التخلي عن الهاتف الذكي لمدة شهر: تجربة شخصية
المشاكل التي واجهتها
كانت الكاتبة تعتمد بشكل كبير على هاتفها الذكي في حياتها اليومية. ولكن عندما قررت التخلي عنه لمدة شهر كجزء من تجربة ، واجهت العديد من الصعوبات. على سبيل المثال:
- لم تتمكن من استخدام مكنسة كهربائية روبوتية تعمل فقط مع تطبيق آيفون.
- لم تتمكن من مراقبة حسابها البنكي على تطبيق الهاتف الذكي الذي كان يسمح لها بتحويل الأموال بين الحسابات المختلفة.
- لم تتمكن من الوصول إلى العديد من حساباتها على الإنترنت ، بما في ذلك حسابها في صحيفة “نيويورك تايمز” الذي كان يتطلب التحقق الثنائي عبر تطبيق الهاتف الذكي.
الفوائد التي حصلت عليها
على الرغم من هذه التحديات ، استمتعت الكاتبة بتجربة التخلي عن الهاتف الذكي لمدة شهر. وقد لاحظت بعض التغييرات الإيجابية في حياتها. على سبيل المثال:
- شعرت بالراحة من الانفصال عن الإنترنت بانتظام ولفترات طويلة ، مما سمح لها بقراءة أربعة كتب والقيام برحلات ممتعة مع زوجها ، والتحدث معه بدلاً من الاستماع إلى الصوتيات المنفصلة مع سماعات الأذن.
- شعرت بأن لديها المزيد من الوقت والسيطرة على جدولها ، ولم تعد تشعر بالضغط للرد على كل رسالة أو إشعار.
- فقدت “رعشة الإبهام” ، وهي الرغبة الجسدية في التحقق من الهاتف في كل لحظة فراغ.
- شعر زوجها بأن وجهها أصبح أقل إرهاقاً ، وتحسن نومها بشكل كبير ، لأنها لم تكن تحمل هاتفها القابل للطي بجانب سريرها ، ولم تكن تستيقظ في منتصف الليل بسبب الإشعارات أو الإغراءات.
النصائح التي تلقتها
تلقت الكاتبة بعض النصائح من خبراء في مجالات مختلفة حول كيفية التعامل مع استخدام الهاتف الذكي بشكل أفضل. على سبيل المثال:
- نقلت عن د. ماثيو بومان ، أستاذ علوم الحركة في جامعة ولاية أريزونا ، قوله إن صحتنا تتنافس مع العديد من الخدمات والشركات التي تسعى إلى جذب انتباهنا ووقتنا وطاقتنا. وقد أجرى دراسة عن استراتيجيات تشجيع الناس على الابتعاد عن الشاشات والتحرك أكثر ، مثل إرسال رسائل تحفيزية أو منح وقت شاشة مقابل تحقيق أهداف التمرين.
- نقلت عن لورا زيمرمان ، أستاذة مساعدة في كلية آي إي للأعمال في مدريد ، قولها إن مجرد تتبع وقت الشاشة لا يساعد في التحكم فيه. وأضافت أن الكثير من استخدامنا للهواتف الذكية عشوائي ، ونحن ننجرف إلى حلقات من التحقق من التطبيقات المختلفة. وقالت إننا نحتاج إلى التعامل مع عملية تشكيل العادات.
- نقلت عن كاميل كارلتون ، مديرة السياسات في مركز التكنولوجيا الإنسانية ، وهي منظمة غير ربحية تهدف إلى زيادة الوعي بالآثار السلبية للتكنولوجيا ، قولها إن الكثير من الناس يدركون أن هذه المنصات وهذه المنتجات مصممة عمداً لإدمانها. وقارنت الهواتف الذكية وتطبيقات وسائل التواصل الاجتماعي بالوجبات السريعة والتبغ ، والتي تسبب الإدمان والضرر للصحة.