آبل تستبعد BOE من تصنيع شاشات iPhone 17 وتعتمد على سامسونج بالكامل – القصة الكاملة خلف الكواليس

مقدمة : عندما تتغير قواعد اللعبة في اللحظة الأخيرة
في عالم التكنولوجيا، هناك لحظات قليلة فقط تستطيع أن تهز الصورة الذهنية لشركات عملاقة مثل آبل. لحظات غير متوقعة، تحدث بصمت خلف الأبواب المغلقة، لكنها تغيّر مسار صناعة كاملة. واحدة من هذه اللحظات حدثت هذا العام عندما تسربت تقارير تؤكد أن شركة آبل قد اتخذت قرارًا حاسمًا:
استبعاد شركة BOE الصينية نهائيًا من سباق توريد شاشات سلسلة iPhone 17، وإسناد المهمة بالكامل إلى سامسونج.
لكن، ماذا حدث بالضبط؟
ولماذا تتحمل آبل تكاليف أعلى وتعتمد على منافس مباشر في سوق الهواتف؟
ولماذا تفشل BOE في إثبات نفسها رغم أنها واحدة من أضخم الشركات عالميًا في مجال الشاشات؟
وما الذي تعنيه هذه الخطوة للمستخدمين، وللسوق العربي، ولأسعار iPhone 17 القادمة؟
هذه ليست مجرد أخبار تقنية.
هذه قصة داخل دهاليز صناعة الشاشات، قصة صراع بين عمال، قصة عن الجودة، والضغوط، ومليارات الدولارات، وقصة ستحدد مستقبل iPhone لسنوات طويلة.
جهّز قهوتك، لأن القصة أكبر مما تتوقع.
بداية العلاقة بين آبل وBOE حلم كبير لم يكتمل
منذ سنوات، كانت BOE تحاول اقتحام عالم توريد الشاشات لآبل. الشركة الصينية تمتلك مصانع ضخمة وقدرات إنتاج هائلة، ونجحت بالفعل في تصنيع شاشات بعض طرازات iPhone غير Pro في السنوات الماضية.
لماذا أرادت آبل BOE كمورد مهم؟
منطقياً، آبل لا تريد الاعتماد فقط على سامسونج، لأنها:
-
منافس مباشر في سوق الهواتف
-
تملك القدرة على فرض أسعار أعلى
-
لديها اليد العليا في تقنيات OLED
وآبل دائمًا ما تبحث عن تنويع سلاسل التوريد لتقليل المخاطر.
ولذلك، حاولت BOE أن تكون البديل المثالي. لكن الحلم لم يكتمل.
أين بدأت المشكلة؟ ولماذا انفجرت أزمة الجودة فجأة؟
قد يكون العنوان بسيطًا: مشكلات في جودة الشاشات. لكن الحقيقة أعقد بكثير، وهنا تبدأ الإثارة.
المشكلة الأولى : مشكلة Mura (التوهج غير المتجانس)
ظهور مناطق مختلفة السطوع على الشاشة، خصوصًا عند الخلفيات الداكنة. في شاشة OLED، هذا غير مقبول إطلاقًا.
المشكلة الثانية : خطوط عمودية غير مرئية في الإضاءة العالية فقط
تظهر عند بعض الزوايا، وتسبب تأثير “خطوط على طول الشاشة”، وده واحد من عيوب تصنيع طبقات OLED الحساسة.
المشكلة الثالثة : ضعف الالتصاق بين طبقات الشاشة
أثناء اختبارات الانحناء والضغط، كانت الشاشات من BOE تفشل في نسبة كبيرة.
اختبارات آبل كانت قاسية جدًا
آبل تجري اختبارات خرافية، تشمل:
-
ضغط حراري لمدة 300 ساعة
-
اختبارات انحناء مستمرة
-
اختبارات صدمات حرارية
-
اختبارات مقاومة التعرّق والملوحة
-
اختبارات الإضاءة العالية لمدة طويلة
BOE “لم تجتز” نسبة النجاح المطلوبة، رغم محاولات متكررة.
وهنا، بدأت آبل تفقد الثقة.
الكواليس السرية: ماذا حدث داخل اجتماعات آبل؟
حسب التسريبات التي خرجت من مصانع التوريد، تمت مناقشة عدة سيناريوهات، منها:
-
منح BOE فرصة إضافية للإصلاح
-
تقسيم توريد الشاشات بين BOE وسامسونج
-
الاعتماد الكامل على سامسونج حتى إشعار آخر
وفي النهاية وبعد عدة أشهر من المحاولات الفاشلة اتخذت آبل القرار الذي غير كل شيء:
الاستبعاد الكامل لـ BOE من سلسلة iPhone 17.
لماذا اختارت آبل سامسونج دون تردد؟
قد يبدو السؤال بسيطًا، لكن الإجابة تحمل أبعاد استراتيجية.
السبب الأول : تفوق سامسونج المطلق في تقنيات OLED
سامسونج تمتلك تقنيات تجعلها ببساطة خارج المنافسة:
-
شاشات بأعلى سطوع في العالم
-
عمر افتراضي طويل للغاية
-
كفاءة ممتازة في استهلاك الطاقة
-
دروع حماية تحت الزجاج
-
إمكانيات LTPO من الجيل الخامس
وآبل تريد الأفضل دائمًا، خصوصًا لسلسلة iPhone 17 التي ستكون نقلة كبيرة من حيث التقنية.
السبب الثاني : قدرة سامسونج على تسليم ملايين الشاشات دون تأخير
سامسونج ليست فقط الأفضل، هي أيضًا الأكثر موثوقية في حجم الإنتاج الهائل.
السبب الثالث : تجارب فاشلة سابقة مع BOE
حدثت مشاكل مشابهة مع شاشات iPhone 13 و14 السابقين، وكانت آبل مضطرة لإرجاع ملايين الوحدات لتعديلها.
القرار هذه المرة كان واضحًا: "لا لسلسلة iPhone 17."
تأثير القرار على أسعار iPhone 17 – هل سترتفع؟
نعم، من المحتمل أن يزيد السعر قليلًا.
لماذا؟
لأن سامسونج أغلى بكثير من BOE. لكن آبل غالبًا لن ترفع السعر بدرجة كبيرة حتى لا تهز السوق.
مستقبل BOE – هل انتهت القصة؟
على الإطلاق
BOE شركة ضخمة وستحاول العودة بكل قوتها. لكن من الصعب جدًا أن تستعيد آبل ثقتها بسرعة.
ستحتاج BOE إلى:
-
تحسين خطوط الإنتاج
-
استخدام معدات أغلى
-
تدريب تقنيين بكفاءة أعلى
-
تخفيض نسبة الشاشة المعيبة (Defect Rate)
ومع ذلك، سيظل الطريق طويلًا.
ماذا يعني هذا للمستخدم العربي؟
أولًا : تجربة شاشة أفضل بكثير
لأن سامسونج ببساطة تقدم الشاشات الأكثر تقدمًا في العالم.
ثانيًا : عمر بطارية أطول
بسبب تقنية LTPO الحديثة.
ثالثًا : ثبات في الجودة دون أي مشكلات تصنيع
وهذا ما يبحث عنه المستخدم العربي دائمًا.
ماذا يعني القرار لسوق الهواتف عالميًا؟
-
رفع مكانة سامسونج أكثر
-
ضغط قوي على BOE وقدرة تنافسها
-
جعل آبل تعتمد أكثر على التكنولوجيا الكورية
-
تغيير مسار السوق في 2025–2026
هل هناك علاقة بين القرار وجيل iPhone 17 المنتظر؟
نعم، وهناك أسباب خطيرة
سلسلة iPhone 17 ستكون مختلفة تمامًا:
-
تصميم جديد بالكامل
-
تكنولوجيا كاميرا مختلفة
-
بطاريات أكثر كفاءة
-
شاشات LTPO 120Hz لكل الإصدارات
-
معالجة ضوء أفضل بكثير
-
احتمالية استخدام Micro-Lens Array لشاشات أكثر سطوعًا
-
تحسينات ضخمة في Always-On Display
وبالتالي آبل تحتاج شاشة “لا تقبل الخطأ”.
وهذا ما جعل الاختيار واضحًا: سامسونج فقط.
خاتمة : نهاية مرحلة وبداية عهد جديد
استبعاد BOE من سلسلة iPhone 17 ليس مجرد خبر عابر إنه فصل جديد في كتاب صناعة الهواتف الذكية، يحمل في طياته رسائل واضحة:
-
الجودة ليست قابلة للتفاوض
-
الشريك غير الموثوق لن يظل طويلًا
-
سامسونج ما زالت الرقم الأصعب في عالم الشاشات
-
وآبل تظل الأكثر صرامة في المعايير
-
والمستخدم في النهاية هو المستفيد الأكبر
سلسلة iPhone 17 ستقدم شاشة هي الأفضل في تاريخ آبل والقرار الذي اتخذته الشركة اليوم سيُكتب في سجلات الصناعة لسنوات.